كيف يؤثر الصيام على الجهاز المناعي؟.. إليك الإيجابيات والسلبيات – الروشتة دوت كوم
الصيام في شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فترة تمنح الجسم فرصة لإعادة ضبط وظائفه وتحسين أدائه بما في ذلك الجهاز المناعي، ويلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في تقوية المناعة أو إضعافها، لذلك فإن تأثير الصيام يعتمد بشكل كبير على نوعية الأطعمة المستهلكة بعد الإفطار، ونمط الحياة المتبع خلال الشهر الكريم، ويمكن أن يكون الصيام داعمًا للمناعة إذا تم بطريقة صحية، لكنه قد يؤثر سلبًا عليها إذا لم يحصل الجسم على العناصر الغذائية الكافية.
التأثير الإيجابي للصيام على الجهاز المناعي
يساعد الصيام في تحفيز عمليات التجديد والإصلاح داخل الجسم مما يعزز وظائف الجهاز المناعي، وخلال فترات الامتناع عن الطعام يقوم الجسم بتفكيك الخلايا التالفة وإعادة تدوير مكوناتها فيما يعرف بعملية “الالتهام الذاتي”، وهي آلية طبيعية تساهم في التخلص من السموم والخلايا غير الفعالة، مما يقوي المناعة.
وخفض مستوى الالتهابات في الجسم من الفوائد المهمة للصيام، حيث إن تقليل تناول الأطعمة المصنعة والمشبعة بالدهون والسكريات يحد من إنتاج المركبات المسببة للالتهابات، مما يحسن قدرة الجسم على مكافحة العدوى، وتحسين صحة الجهاز الهضمي يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الجهاز المناعي، حيث إن جزءًا كبيرًا من الخلايا المناعية موجود في الأمعاء، والصيام يمنح الجهاز الهضمي فرصة للراحة مما يسهم في تعزيز توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهو أمر ضروري لدعم المناعة.
التأثير السلبي للصيام على المناعة في بعض الحالات
على الرغم من الفوائد العديدة، قد يؤدي الصيام إلى إضعاف الجهاز المناعي إذا لم يتم تعويض العناصر الغذائية المهمة خلال وجبتي الإفطار والسحور، ونقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين سي، فيتامين د، الزنك، المغنيسيوم، قد يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والجفاف أثناء الصيام يمكن أن يؤثر على وظائف الجهاز المناعي، حيث إن نقص السوائل يقلل من كفاءة الدورة الدموية، مما قد يبطئ عملية نقل الخلايا المناعية إلى أماكن العدوى.
كما أن قلة الماء تؤثر على إنتاج المخاط في الجهاز التنفسي، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، والإرهاق وقلة النوم بسبب السهر الطويل وعدم الحصول على راحة كافية قد يؤديان إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول، الذي يثبط استجابة الجهاز المناعي، ولذا من المهم الحفاظ على جدول نوم منتظم لتجنب هذه المشكلة.
كيفية دعم الجهاز المناعي أثناء الصيام
يضمن اتباع نظام غذائي متوازن خلال الإفطار والسحور حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية الضرورية، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، يعزز قدرة الجهاز المناعي على محاربة الأمراض، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور يحافظ على ترطيب الجسم ويساعد في تحسين الدورة الدموية، مما يدعم وظائف الجهاز المناعي.
والحصول على قسط كافٍ من النوم مهم لضمان التعافي الجسدي وتعزيز كفاءة جهاز المناعة، لذلك ينصح بتنظيم مواعيد النوم وتجنب السهر لساعات متأخرة، وممارسة النشاط البدني الخفيف، مثل المشي بعد الإفطار، يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر مما يسهم في تعزيز المناعة.
