أفقد طفلا البصر.. تحذير خطير من “الهربس” القاتل – الروشتة دوت كوم
لم يكن والدا الطفل “جوان” يتخيلان أن قبلة عابرة قد تسرق نور عينيه، لكن فيروس الهربس فعلها فكان السبب في فقدانه البصر بالعين اليسرى، ولم يكن في الأمر خطأً، بل كان جهلًا بخطورة المرض، تلك القروح الباردة التي تبدو بسيطة على شفاه الكبار لكنها تحمل معها خطرًا هائلًا على الأطفال الصغار.
ما هو فيروس الهربس؟
الهربس ليس مجرد مرض جلدي عابر، بل هو فيروس متسلل يعرف كيف يختبئ في خلايا الجسم، ليظل فيها إلى الأبد، ويظهر على شكل بثور مؤلمة حول الفم أو في مناطق أخرى من الجسم، وقد يختفي لفترة ليعود مجددًا مع ضعف المناعة أو التعرض للضغوط، وهناك نوعان منه، الهربس الفموي الذي يصيب منطقة الفم والوجه، والهربس التناسلي الذي ينتقل عبر العلاقات الجنسية، لكن حين يكون الطفل هو الضحية، يصبح الأمر أكثر مأساوية.
كيف يصاب الأطفال بفيروس الهربس؟
قد تكون قبلة بريئة من أحد الأقارب أو الأصدقاء كافية لإصابة الطفل بالفيروس، ولا يحتاج الأمر سوى لمس بسيط أو مشاركة أدوات شخصية مثل الملاعق أو المناشف، والأخطر من ذلك هو انتقال الفيروس من الأم إلى رضيعها أثناء الولادة، ليحمل معه معاناة قد لا تنتهي، أما الأطفال حديثو الولادة فهم الحلقة الأضعف، إذ لا يزال جهازهم المناعي غير قادر على محاربة الفيروس مما يجعل الإصابة خطيرة ومهددة للحياة.
أعراض الهربس عند الأطفال
ليس من السهل التعرف على الهربس في بدايته، فهو يتسلل بهدوء قبل أن يظهر على هيئة بثور صغيرة حول الفم أو داخل الفم نفسه، وقد يرافقه ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان في الشهية، تهيج مستمر، وخمول غير مبرر، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى مشاكل تنفسية خطيرة، وحينها لا يكون هناك وقت للتأخير، فالتصرف السريع قد ينقذ حياة الطفل.
المضاعفات المحتملة للهربس
ليس مجرد طفح جلدي بل هو فيروس قادر على غزو الأعضاء الحيوية، وإن ترك دون علاج فقد يؤدي إلى التهاب في الدماغ، مشكلات عصبية دائمة، أو حتى الموت، وفي الأسابيع الأولى من حياة الطفل يكون الخطر أكبر، والنتيجة قد تكون مأساوية كما حدث مع “جوان” الذي فقد بصره بسبب لحظة عاطفة لم تكن في محلها.
كيف يمكن علاج الهربس عند الأطفال؟
لا يوجد علاج نهائي لكن هناك أدوية تخفف من حدة الأعراض وتساعد في السيطرة على الفيروس، ويصف الأطباء مضادات الفيروسات مثل “الأسيكلوفير” للحد من انتشار العدوى، بالإضافة إلى كريمات موضعية لتهدئة الألم وتسريع الشفاء، وأما الحمى فيمكن التعامل معها بخافضات الحرارة، لكن الأهم من العلاج هو الوقاية فالوقاية وحدها قد تجنب الطفل هذه المعاناة.
كيف نحمي الأطفال من هذا الفيروس؟
الحب لا يعني القبلات خاصة حين يكون هناك احتمال لوجود عدوى، ولهذا من الضروري الامتناع عن تقبيل الأطفال حديثي الولادة، خاصة من قبل الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو القروح الفموية، وغسل اليدين جيدًا قبل لمس الطفل، وعدم مشاركة أدواته الشخصية، كلها إجراءات بسيطة لكنها قد تنقذ حياة، وأما إذا ظهرت أي أعراض مقلقة، فزيارة الطبيب الفورية قد تكون الفرق بين التعافي والمضاعفات الخطيرة.