أعراض نقص مخزون الحديد في الجسم – الروشتة دوت كوم
يعد نقص مخزون الحديد في الجسم من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر بشكل مباشر على نشاط الإنسان وحيويته، إذ يعتبر الحديد عنصرًا أساسيًا في تكوين الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
ويعتمد علاج هذا النقص على تحديد السبب الرئيسي له، إلى جانب تعديل النظام الغذائي وتناول المكملات عند الحاجة.
أهمية مخزون الحديد
الحديد عنصر ضروري لإنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأوكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم، وعندما يقل الحديد المخزن لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الهيموغلوبين، وتبدأ الأنسجة والأعضاء في الحصول على كمية أقل من الأوكسجين، وتظهر أعراض متعددة، حتى قبل حدوث فقر دم ظاهر في التحاليل.
الفرق بين الأنيميا ونقص مخزون الحديد في الدم
نقص مخزون الحديد يعني انخفاض مستوى الحديد المخزّن في الجسم (فيريتين منخفض) دون أن يؤثر بعد على إنتاج كريات الدم الحمراء، وهو مرحلة مبكرة، يمكن علاجها بسهولة قبل تطوره لفقر الدم.
أما الأنيميا حالة متقدّمة من نقص الحديد تؤثر على إنتاج الهيموغلوبين، مما يؤدي إلى فقر الدم (عدد كريات الدم أو تركيز الهيموغلوبين منخفض)، وهي مرحلة متقدمة تتطلب علاجًا أقوى وقد تحتاج لفترة أطول للتعافي.
أسباب نقص مخزون الحديد
تعود أسباب نقص مخزون الحديد إلى عدم تناول أطعمة غنية بالحديد بشكل كافٍ، أو فقدان كميات صغيرة من الدم باستمرار يؤدي إلى استنزاف مخزون الحديد.
ومن أبرز الحالات الدورة الشهرية الغزيرة، النزيف الهضمي (مثل قرحة المعدة، البواسير، أو سرطان القولون)، والتبرع بالدم المتكرر دون تعويض كافٍ.
كذلك زيادة الحاجة للحديد في فترات معينة من الحياة يحتاج الجسم إلى كمية أكبر من الحديد، مثل الحمل والرضاعة، والنمو السريع في الأطفال والمراهقين، وفترة التعافي من مرض أو عملية جراحية.
وقد يكون السبب ضعف امتصاص الحديد حتى مع تناول كميات جيدة من الحديد، قد لا يتم امتصاصه بشكل كافٍ، وأيضًا بعض العادات الغذائية تقلل من امتصاص الحديد، مثل شرب الشاي أو القهوة مع الوجبات، وتناول الكالسيوم (مثل الحليب) مع أطعمة غنية بالحديد.
أعراض نقص مخزون الحديد
تظهر الأعراض في شحوب البشرة، ولون باهت في الوجه أو داخل الجفون، ويلاحظ أحيانًا في راحة اليد أو تحت الأظافر، أو حدوث ضيق التنفس، خاصة عند بذل مجهود بسيط، نتيجة نقص الأوكسجين المحمول في الدم.
حدوث الدوخة والصداع نتيجة قلة الأوكسجين الواصل للدماغ، قد يصاحبها شعور بعدم الاتزان، الشعور بالإرهاق حتى بعد النوم أو الراحة، وضعف القدرة على أداء الأنشطة اليومية، تسارع ضربات القلب أو الخفقان، وشعور بنبضات القلب السريعة أو غير المنتظمة، محاولة من الجسم لتعويض نقص الأوكسجين.
إلى جانب تساقط الشعر وضعف الأظافر، فالشعر يصبح خفيفًا أو يتساقط بسهولة، والأظافر تصبح هشة أو تتكسر بسرعة، برودة اليدين والقدمين، بسبب ضعف تدفق الدم إلى الأطراف، وإحساس دائم بالبرد، حتى في الطقس المعتدل.
مضاعفات نقص مخزون الحديد
قد يؤدي نقص مخزون الحديد إلى مضاعفات خطيرة من بينها الإصابة بفقر الدم من خلال انخفاض مستوى الهيموغلوبين وكريات الدم الحمراء، حدوث ضعف التركيز والقدرات الذهنية، يؤثر على الأداء الدراسي أو العملي، خاصة لدى الطلاب.
كما يمكن أن يؤدي نقص مخزون الحديد إلى ضعف جهاز المناعة، والجسم يصبح أكثر عرضة للعدوى (نزلات برد متكررة، التهابات)، وبطء في التئام الجروح، مشاكل في الحمل، مع زيادة خطر الولادة المبكرة، أو ولادة طفل بوزن منخفض، والإصابة بفقر الدم الحاد أثناء الحمل أو الولادة.
في حال استمر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد لفترات طويلة، قد يتأثر القلب والكبد، فالقلب يضطر للعمل بجهد أكبر، مما يزيد خطر الإصابة بتضخم القلب أو فشله.
علاج نقص مخزون الحديد
يبدأ علاج نقص مخزون الحديد من الأساس بتعديل النظام الغذائي، وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وخصوصًا الأنواع التي يسهل امتصاصها، تقليل العوامل التي تمنع امتصاص الحديد، مثل تجنب الشاي والقهوة مباشرة بعد الأكل، عدم تناول الكالسيوم (مثل الحليب أو المكملات) مع وجبات الحديد.
إلى جانب استخدام المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب حسب درجة النقص، الحقن الوريدي أو العضلي إذا كان الامتصاص ضعيفًا (مثلاً بسبب أمراض الأمعاء)، أو كان الشخص لا يتحمل الحبوب.